%D8%A5%D9%85%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%20%D8%A3%D9%88%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84.. - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


إما الحوار أو المجهول..
نبيه الحلبي – 25\12\2011
... يا أهلي وإخوتي و
أخواتي في الجولان المحتل الصابر الصامد الرائع.. ها قد دخلنا في الجد.. واقتربنا كثيرا من حافة الهاوية.. ولن ينفع أحدً أن يلوم الآخر بعد أن نرمي بأنفسنا بالتهلكة ودوامة العنف..
واذكر الجميع بثلاث مسلمات يجب مراجعتها فورا والاتفاق عليها :

أولاً: وهو ثابت. كلنا وطنيون.. ونحب بلدنا.. وغيورون عليه، ولا يقبل منا أحدا المساس به أو التعرض له.. وتذكروا أن السجناء والمحررين منهم قاوموا الاحتلال سويا.. ومختلفون بالرأي حول ما يجري بالوطن.. والمبعدون عقب الأحداث الأخيرة فيهم موالون ومعارضون.. وأما اتهام المعارضة بأنهم عملاء وخونة وخنازير.. فهو ظلم وتجني وإقصاء وحكم بالإعدام عليهم وعلى تاريخهم وعلى شريحة واسعة من أبناء الجولان.. وهذا مرفوض وتجاوز لكل الخطوط الحمر..

ثانياً: إن المعارضة في الجولان لم تولد اليوم.. ولا هي خرجت كالـ "فراطيش" من الأرض بعد الأحداث في الوطن.. بل إنها موجودة منذ عشرات السنين في الجولان وخاصة بعد إضراب ال82.. وهي والموالون للسلطة تعمل في صف وطني واحد ضد الاحتلال.. وفيها السجناء المحررين والجامعيين والفنانين والمثقفين والمزارعين و"الطوبرجيين" وغيرهم من كل فئات المجتمع.. هل تذكرون رابطة الجامعيين وقاسيون والجمعية والمخيم الصيفي وفاتح المدرس وتواص و و و.. وكل السجالات القديمة بين الفريقين التي كانت تنتهي دائما إلى توافق وطني شامل يضمن وحدة الصف؟؟؟؟؟ إذا المعارضة موجودة.. وستستمر في الوجود ولن تتبخر أو تختفي فجأة...

ثالثا: يجب التسليم ومن جميع الأطراف بان الحوار وحده هو الأداة الوحيدة للتعامل فيما بيننا.. فالجهتان تناديان بسيادة الديمقراطية وأهميتها في مجتمعنا الصغير.. والحوار يبدأ وينتهي بقبول رأي الآخر والاستماع له. ولكل حقه في أن يأخذ أو لا يأخذ برأي الآخر.. ومن يدعي بأنه يملك الحقيقة ويرفض وجود حقيقة أخرى في الكون هو ابعد الناس عن الديمقراطية.. والتي هي سلوك مرافق لشخصية الفرد في علاقته بأفراد أسرته وجيرانه وأصحابه ومجتمعه.. أي لا بد لنا من التزام الحوار.. والحوار فقط
... وهنا، نحن نقف اليوم أمام ثلاثة خيارات.. سنحتكم إلى واحدة منها..

1. إما الاتفاق على إنهاء كافة مظاهر التأييد أو المعارضة.. وعدم الاحتكام إلى الشارع.. وكل يعبر عن رأيه في إطاره الضيق الخاص.. دون التحريض أو التخوين أو التجريح أو الاستفزاز.. فالكل يلتزم بيته ريثما يخرج وطننا من مصابه ويعود إلى عافيته ووضعه الطبيعي..

2. أو الاتفاق على حق الطرفين بالتعبير عن رأيهما.. فالموالاة تعمل لنفسها فعاليات وحفلات تأييد والمعارضة تعتصم وتنظم لنفسها أيضا فعاليات.. ولا يحرض أي منهما على الآخر بالدعوة لإلغائه أو قمعه وإقصائه.. والشارع يكون الحكم.. ولا يهم هنا العدد ومن هو أكثرية أو أقلية.. أي الحق الديمقراطي في التعبير عن الموقف والرأي والقبول بوجود الآخر في الشارع..

3. إذا لم نتفق على واحد من الخيارين السابقين فالخيار الثالث هو بقاء الحال على ما هو عليه.. وانتظار المجهول والأزمة القادمة.. التي ربما ستحمل لنا الدماء والكارثة.. فمن منا يضمن أن لا تنفلت الأمور.. والشباب المنفعل المتحمس من الطرفين لا يبادروا بالضرب والحرق والقتل.. فالواضح أن سياسة إلغاء الآخر لن تنجح.. وسيستمر الحال بالفعل ورد الفعل والقادم أعظم...

اختم بالتوجه إلى كل الوطنيين العقلاء الشرفاء في جولاننا الغالي، أن يتداركوا الموقف قبل الدخول في المجهول.. فنحن عائلة صغيرة موزعة على أربع قرى جميلة.. لنا سمعتنا وتاريخنا.. والأزمة دخلت بيوتنا، ولا احد بعيد عن النار والتأذي.. فالذي يبدأ بخلاف في السياسة.. سينتهي بحرب بين عائلات وقرى وحارات.. فلنلجأ جميعا إلى نقد الذات أولا واستخلاص العبر.. والعبور إلى بر الأمان بأسرع وقت ممكن.. 

ملاحظة من الموقع: العقيب بالاسم الحقيقي الكامل فقط